مؤسسة الإمارات للآداب تبدأ دورة جديدة من مشروع “الكتّاب المقيمين” بالتعاون مع المؤسسات العقابية والإصلاحية بدبي

• دورات الكتابة الإبداعية لتمكين النزلاء وصقل مواهبهم الإبداعية ومساعدتهم لإيصال أصواتهم
دبي، نوفمبر 2020: تنظم مؤسسة الإمارات للآداب المشروع الرائد للكتّاب المقيمين “من الداخل إلى الخارج” للسنة الثانية على التوالي؛ هذا الأسبوع ، وقد أشرفت كاتبتان لمدة أسبوع كامل في سجن دبي المركزي على ورش عمل للكتابة الإبداعية المكثفة مع مجموعة من النزلاء. ويُعد المشروع، الذي يقام بالتعاون مع الإدارة العامة للمؤسسات العقابية والإصلاحية في شرطة دبي، هو المبادرة الأولى من نوعها في العالم العربي.
هذا وقد شهد العام الماضي عقد أول ورش برنامج “الكتّاب المقيمين” في المؤسسات العقابية والإصلاحية، وقد أثمرت هذه الورش وقدمت باقة من المقالات والنصوص التي مثلت رؤى وتطلعات النزلاء، الرجال منهم والنساء، وتأملاتهم الشخصية التي تم نشرها في كتاب بعنوان “غداً سأطير”.
سيدير الدورة هذا العام كلاً من المحررة أليسون ك. ويليامز والمؤلفة جيسيكا جارلفي تحت شعار “لنغير الحكاية”، موضوع مهرجان طيران الإمارات للآداب لعام 2021. وسوف تعقد ورشة كتابة أخرى للنزلاء الناطقين باللغة العربية في شهر ديسمبر.
وبدورها، فقد علقت السيدة إيزابيل أبو الهول (الحاصلة على وسام الإمبراطورية البريطانية)، الرئيسة التنفيذية وعضو مجلس الأمناء بمؤسسة الإمارات للآداب، عن المشروع في عامه الماضي قائلة بأنه كان تجربة ذات نتائج مُرضية ومؤثرة وأكملت: “لقد تأثرنا جميعا بهذا المشروع بشكل كبير، نحن جميعاً، النزلاء وموظفي المؤسسات العقابية والإصلاحية، كلير ماكينتوش وأنابيل كانتاريا، الكاتبتان الرائعتان اللتان كانتا من الكتّاب المقيمين واللتان استثمرتا الكثير من وقتهما في تجهيز القصص وتحريرها. وقد وجد العديد من النزلاء أن عملية تدوين أفكارهم وخبراتهم شكلت تحولاً كبيراً في حياتهم، إذ قدمت رؤى جديدة ومكّنتهم من استثمار خبراتهم وتجاربهم بطريقة مفيدة للغاية، فقد كان للكتابة تأثير إيجابي على إعادة تأهيل النزلاء، مما سيساعدهم على تمهيد طريق حياتهم الجديدة خارج الأسوار “. ثم عقبت قائلة:” نعبر عن امتناننا للسيد توحيد عبد الله وعلى دعمه للمبادرة من خلال تقديمه التمويل السخي لنشر كتاب “غداً، سأطير”. والجدير بالذكر، أن السيد توحيد سيدعم تمويل الكتاب القادم والمقرر نشره في عام 2021 بالإضافة إلى أندية الكتب الشهرية المخصصة للنزلاء والتي بدورها تؤثر بشكل إيجابي وملموس على حيوات أولئك الذين هم في أمس الحاجة إلى الإيجابية”.
من جهته، قال سعادة العميد علي محمد الشمالي، مدير الإدارة العامة للمؤسسات العقابية والإصلاحية في شرطة دبي: “إن معالي الفريق عبدالله خليفة المري، القائد العام لشرطة دبي، يؤكد بشكل مستمر على أن مسؤولية القيادة العامة لشرطة دبي كبيرة ومتعددة في مجال رعاية حقوق الإنسان، وأن ما نقدمه من مبادرات متنوعة لنزلاء المؤسسات العقابية والإصلاحية يُعد فرصة كبيرة لنعكس الصورة المشرقة عن الدولة في هذا المجال.
كما أشار سعادة العميد على محمد الشمالي إلى أن الإدارة العامة للمؤسسات العقابية تحرص على توفير كافة الإمكانيات للنزيل لصقل مهاراته وطاقته الإبداعية في المجال الثقافي، فيتم إلحاقه ببرامج تعليمية وتدريبية، بما يسهم في إكسابه مهارات في الكتابة، ومنحه فرصاً أكبر للعمل مستقبلاً بعد انقضاء فترة محكوميته، وتسهيل عملية إعادة انخراطه في المجتمع، ليتمكن من إعالة نفسه وأسرته.
وأضاف: “إن تعاون شرطة دبي مع مهرجان طيران الإمارات للآداب، يأتي في إطار الاهتمام بالنزلاء، وأن مشروع “غداً، سأطير” كان أحد نتائج ونجاحات التعاون المشترك حيث تم تنظيم زيارات عدد من الكتّاب العالميين والمقيمين في دبي إلى المؤسسات الإصلاحية، ليتواصل الكاتب مع النزيل من خلال عوالم الكتابة والكتب بما يساهم في تبادل الخبرات والمعلومات والمهارات الكتابية”.
ويأتي مشروع “من الداخل إلى الخارج” في إطار مبادرة طويلة الأمد لمؤسسة الإمارات للآداب، بالتعاون مع شرطة دبي والمؤسسات العقابية والإصلاحية، وتنظم المبادرة زيارات شهرية للكتّاب من حول العالم والكتّاب المقيمين في دبي والنزلاء داخل الأسوار، وتسعى بذلك إلى مد جسور التواصل وتعزيز دور الكتب والكتابة في حياتهم. فبعد زيارتهما للسجن في عام 2019 في إطار هذا البرنامج، وجدت الكاتبتان اللتان تتصدر أعمالهما قوائم الكتب على مستوى العالم، كلير ماكينتوش (ومن أبرز أعمالها: “إني أراك”، “دعوني أكذب”)، وأنابيل كانتاريا (كاتبة “المجيء إلى البيت”، و”الذي غاب بعيداً”)، فرصة كبيرة لتطوير المبادرة ومساعدة النزلاء لإيصال أصواتهم ورواية قصصهم، وقد تم تجميع هذه القصص في كتاب بعنوان “غدًا سأطير”، الذي أطلقته المؤسسة في مهرجان طيران الإمارات للآداب في وقت سابق من هذا العام، وكذلك ستوفر المبادرة نسخاً من تلك الكتب للسجون داخل الإمارات العربية المتحدة، والعالم العربي، وأماكن أخرى، منها سجون المملكة المتحدة، وقد أصبحت المجموعة الآن متاحًة على شكل كتاب إلكتروني، وتم إطلاق الكتاب على المدونة الصوتية.
تحرر أليسون ك. ويليامز أعمال الكتّاب وتدربهم لتمكنهم من نشر أعمالهم لدى أكبر دور النشر في العالم، وألهمت آلاف الكتّاب من خلال مدونتيها، (Brevity) وRebirth Your Book))، ضمن مشروعها الرامي لتطوير مهارات الكتّاب. كما تشارك في البرامج الإذاعية على محطة الإذاعة الوطنية العامة في الولايات المتحدة و”سي بي سي ” في كندا، وتنشر أعمالها في أكبر المجلات الأدبية، وصحيفة نيويورك تايمز.
فازت جيسيكا جارلفي بجائزة مونتيغرابا، جائزة الكتابة لمهرجان طيران الإمارات للآداب سابقاً، وقد تصدرت روايتها الأولى “عندما أستيقظ” قوائم الكتب، ظهرت في الولايات المتحدة وأستراليا، وتم اختيارها كتاب العام من قبل متجر مجرودي للكتب عام 2018. كتابها الأخير، “ماذا فعلت؟” يتناول قضايا الصحة العقلية والاتجار بالبشر